٢٣ فبراير ٢٠١٠

جعجعة في الشرق الأوسط



نعم إنها الجعجعه هي ما يحصل في منطقة الشرق الأوسط منذ حوالي أكثر من نصف قرن مضت إنشغلت و أشغلت معها جميع دول العالم ! حتى أصبحت مثار سخريه و تهكم تاره و إلعوبه و إضحوكه تارة ً أخرى عند بقية الدول و الشعوب المحيطه بنا و إعتبرتها أنظمة الغرب و الشرق المكان الأمثل لممارسة التجارب السياسيه المختلفه و مرتع خصب لممارسة العفن البشري الصادر منهم ! فلا يكاد رئيس دوله مغموره و لم يتبقى سياسي مبتدأ إلا وجاء الى الدول الشرق أوسطيه  للتكسب منها و الضحك عليها متخذاً منها طريقاً سالكاً للوصول إلى ما يحقق له المكاسب الشخصيه ! بل ولا تكاد تصدر صحيفه في أي مكان بالعالم إلا و تجدها مليئه بالأحداث و المشاكل و المآسي الشرق الأوسطيه !
تناوب على تقديم دور تلك الجعجعه الشرق أوسطيه كثيراً من الدول و الأنظمه التي لم تجلب لشعوبها جراء جعجعتها تلك إلا التخلف و القمع و المجاعه والفقر و كل ما هو مهين للإنسان خصوصا ذاك الذي يوقعه حظه العاثر في تلك البقعه الجغرافيه السيئة الحياة و السمعه كـ مواطن في دوله من دول الشرق الأوسط والتي لن نبالغ إن قلنا أنها أصبحت تشكل أيضا عاله وعائق كبير أمام التقدم و الحضاره وحمل ثقيل على بعض دول العالم المتحضره و المتقدمه ..!
يكفي أن غالبية أنظمة الحكم في دول الشرق الأوسط لازالت تدار دينيا و عقائديا و لا زال يتحكم فيها رجال الدين سواء كان من خلال سياساتها الداخليه أو الخارجيه وهذا طبعا لا يجلب للبشريه إلا الكوارث والمآآسي ,, والتجارب التاريخيه السابقه فيها الكثير من العبر و المواعظ  لمن يريد التأكد من ذلك ...!
آآخر تلك الجعجعه الفارغه , هو ماتقوم به جمهورية إيران الفارسيه الكوارثيه بقيادة صعاليكها و شرذمتها وما يفعلونه من تصرفات طائشه و متهوره لم نجد لها تفسيرا منطقيا يبرر تصرفاتهم تلك !
بسبب هذه الجعجعه الايرانيه الفارغه , بدأت الدول العظمى بـ قرع الأجراس والطبول معلنتاً الحرب على النظام الايراني الذي يجعجع للعالم متحدياً متكبراً وغير آآبه بما ستسببه هذه الحرب من فوضى ودمار على شعوب المنطقه بل أن الرئيس الايراني أحمدي نجاد صرح قبل فتره وجيزه بأن الفوضى والدمار هي الهدف الأساسي و الغايه الرئيسيه الأسمى التي تسعى إليها السياسه الايرانيه الحاليه !!
وللتوضيح أكثر ,, فقد أدلى الرئيس الايراني قبل فتره بتصريح غريب و مبهم يدل على غباءه وتهوره عندما قال أنه يجب نشر الفوضى و الدمار بالعالم حتى وقت ظهور ( المهدي المنتظر ) وعند قدومه حينها فسوف يخلص العالم و البشريه من الظلم و الدمار ومن ثم ينشر العدل والخير بين كافة البشر على الارض !! أي أن النظام الديني الفارسي الحاكم في إيران يسعى لتعميم الفوضى ونشر الظلم في الارض من اجل إيجاد وظيفه وعمل يقوم به المهدي المنتظر عند نزوله ! وإلا كيف ينزل المهدي المنتظر إن لم يكن هناك فساد وظلم ودمار في الأرض ,, وللعلم فإن ( ظهور المهدي المنتظر ) شي مذكور ومتفق عليه في جميع المذاهب والطوائف الإسلاميه ..!
 لقد ضرب الرئيس الإيراني بتصريحاته تلك مثالا حيا ً وحقيقي للآثار والنتائج التي تحدث عند سيطرة الانظمه الدينيه على مقاليد الحكم بالدوله مؤكداً بذلك خطورة التدين السياسي وما يجنيه على الدوله والشعب من كوارث ! مما أعطى ذلك دافعا كبيراً للبعض حتى يمضي قدماً نحو المطالبه بالديموقراطيه والحريه التي تكاد تكون مفقدوه بالشرق الاوسط  كما هو حاصل عند الشعب الإيراني المنكوب , أيضاً إزدادت قناعتي إقتناعا ومثلي الكثير أيضاً بأن عزل الأنظمه الدينيه عن الحكم وتجريم ممارسة الدين سياسياً هو الحل الامثل لأغلب المشاكل التي تحدث في دول الشرق الأوسط وبالعلمانيه ومن خلالها يتحقق الاستقرار و السلام الذي تنشده و نسعى إليه شعوب المنطقه ..!
يبقى علينا نحن ,, مواطني دول الخليج ,,  أن نرضى بالقدر الذي كتب لنا أن نعيش على أعصابنا دائما بسبب قرب جمهورية ايران لنا و مجاورتها لمنطقة الخليج العربي التي نأمل نحن وتأمل أنظمتنا ألا تشتعل الحرب بين ايران والولايات المتحده الأمريكيه و إسرائيل لأننا بلا شك سوف نكون الحلقه الاضعف و الخاسر الاكبر فيها ..!

٢٠ فبراير ٢٠١٠

تـسـعـه في كـشـتـه !




كانت الأيام النصف شتويه الماضيه جميله بأجوائها الربيعيه الدافئه و التي لم نعتد عليها خلال التسع سنوات الاخيره , محلياً , حتى أنها أجبرتني بعد التقهقر لا شعوريا !! على الابتعاد عن الساحه الأنترنتيه وعالمها الفسيح بل وحتى البعُد عن كل ما يمت لـ سنة 2009 بـ صله !! مما نتج عن ذلك إنخفاظ نسبة ( الـمـغـثــه ) عندي وبالتالي (هبوط معدل الهموم المتراكمه بالأعصاب) وهي طبعاً مما أنتجته سنة 2009 التعيسه من ترسبات سييكلوجية و فيسيولوجية تغلغلت في نفوس بعض أبناء هذا الجيل الذي عاش و لازال يعيش أحداث محليه داخليه وخارجيه مقيته وقميئه ومبهمه أحيانا ً!!
**
**
  حقيقتاً و بعد تفكير عميق - عميق جداً - قررت تغيير الروتين و البعد عن الاجواء لـ برهه من الزمن (: فبدأت التخييم والتسكع في ربوع براري ( المطلاع ) العزيزه وبسبب (العزوبيه) التي أستلهم منها حريتي وإنطلاقتي دائماً !! لم أستطع رد دعوة أحد الأصدقاء بالذهاب معه في رحله بريه لا تتعدى مدتها العشرين يوماً إزداد بسببها تسكعي تسكعا ً آخر ذهبت فيها كشته ( رحله إلى الصحراء ) مع مجموعه من الأصدقاء و أشباه الأصدقاء ! فتوجهنا في رحلتنا إلى مملكة الرمال ( السعوديه ) مررنا خلالها بعدد من القرى المتناثره منها (الرطاويه) و (أم عشر) و (أم رقيبه) ثم أكملنا بعدها رحلتنا عبر الصحراء حتى حططنا الرحال بالصمان (منطقه صحراويه) وفيها غاصت و غرزت سياراتنا بين رمالها و الكثبان وبسببها أصبحنا نتقن جميع أنواع الحفريات الرمليه ! أدركت من خلالها مقدار الخيروالنعم والرفاهيه التي نعيشها بالمدن !!

 كانت رحله الأحلام ,, بل انها لم تكن حتى بالأحلام والأسباب كثيره منها معدن و نوعية أفراد هذه الرحله الثمانيه ( شلة الأنس ) وما حصل خلالها من أحداث ومواقف لا تنسى زاد جمالها تميز و تنوع  أفرادها و إختلاف توجهاتهم وإنتماءات البعض منهم !! فذاك العلماني و هذا السلفي و ذاك البدوي و هذا الحضري وذاك السعودي وهذا الكويتي !! في تجمع غريب وربما غير مسبوق أيضاً ! إنما الصدفه والاقدارهي من جمعتنا في رحله واحده رغم وجود بعض العلاقات السطحيه بين البعض إلا أننا إنصهرنا في بوتقة الرحله الصمانيه التي أزالت الحواجز والسطحيه التي كانت موجوده بيننا مما زاد رحلتنا رونقا و متعه (:
بالبدايه كانت الرحله تضم خمسة أعضاء فإزداد العدد إلى أن وصل إلى ( 9 ) أشخاص موزعين على ثلاث سيارات ذات الدفع الرباعي الغير مفيد أحياناً !!
 أيضا و من حسن الحظ فقد كان بيننا بالرحله طباخ ماهر وهو(الشيف أبو سعيّد) وإزداد حضنا سعداً وجود أفضل من غنى في الكرخانه الفنان الضروره (أبو صالح) وهو بالمناسبه فنان يمتلك صوت جهوري أقرب إلى صوت (الناقه) منه إلى صوت الانسان ! و يسبب سماع صوته إلى الإصابه بمرض الصداع المزمن جراء ما يحدثه من ضجيج ((: ولكن وبرغم ذلك فالحق للإحقاق يقال فهو يمتاز بموهبة العزف على آلة العود التي يجيدها بحرفنه فريده ( تخب عليه ) ... ((:

  لا أريد التطرق كثيراً إلى تفاصيل تلك الرحله لكن وبإختصارسريع فقد كنا أثناء الرحله نتجول صباحا ونتنزهه حتى حلول الظلام ومن ثم نتناول وجبة العشاء الدسمه المكونه من عيش أبيض و روب وبعض اللحم المشوي ((: وكذلك كان غدائنا أيضاً بل وأحيانا نظيف إليه جرابيع مشويه إن وجدت (: وبمجرد الإنتهاء من وجبة العشاء (الدسمه) نهرع إلى تنظيف وغسيل الصحون و تضبيط القعده (الجلسه) إستعداداً للسهر والإستمتاع بالأحاديث التي يتحدد من خلالها مستقبل الكره الارضيه ..(: ! ومن ثم نبدأ السمر خصوصاً عندما يصدح صوت فنان الكرخانات الأول مغنياً وعازفا ًعلى آلة العود الذي أبهرني حقيقتاً بموهبته وإجادته للعزف و بإقتدار فيزداد حماسناً معه أحياناً مرددين خلفه ما تجود به حنجرته الديناصوريه !
لفت صديقنا الملتزم دينيا (السلفي) الأنظار إليه منذ بداية الرحله ببعض التصرفات التي لا أتمنى صراحةً أن لا يكون مثالاً لبقية إخوانه من السلف !

بدأ واضحا عليه التجهم منذ البدايه وكان متضايقنا جداً من الغناء ! فطنشناه و أكملنا غنائنا وبصوت مرتفع (نكايةً فيه) فتألق فناننا (فتى العشار) وإستمر رغائه علينا  فتألقنا معه مرددين الأغاني المنوعه منها العدنيه و بعض أغاني الإحسائي الجميله و بعضاً من روائع الفنان ميحد حمد وشوية اغاني شعبيه مصريه وغنى أيضاً لـ محمد عبده وصولاً إلى غناوي الخشابه العراقيه التي إزداد بسببها تألق (المطقطق) وهو لقب ضابط الإيقاع الوحيد الذي كان برفقتنا حتى أنني إستغربت عدم دعوة هذا فناننا الموهوب للغناء في مهرجان هلا فبراير ((: ولم ينغص علينا مجلسنا وإستمتاعنا إلا كثرة إعتراض و إمتعاض صديقنا السلفي على أي شئ وبالذات مسألة الغناء التي لم يكن راض ٍ عنها فإستمر بمطالبتنا مرارا و تكرارا بأن نتوقف عن الغناء ونبدأ بالأحاديث و السوالف !! فإستجبنا لطلبه عنوة ً وما أن توقف غنائنا حتى إنطلق صديقينا السلفي منهمكا ًبسرد قصص عن حياة الصحابه الاخيار و مصداقية الأحاديث الضعيفه و المتواتره والتي وردت عن التابعين و تابعي التابعين ألحقها ببعض مآآثر الدوله الفاطميه (:  وإختبر معلوماتنا عن الدوله الأمويه (: مما جلب لنا الملل و النعاس بسبب سماعنا مسبقا ببعض تلك القصص وتكرارها منه شخصياً ! وبما أننا متواجدين بالمملكه ( بلد الديموقراطيه ومهد  الحريه !! )
فقد إستأنسنا و إحتكمنا إلى الديموقراطيه و تبادل وجهات النظر و سماع الرأي و الرأي الآخر للخروج بنتيجه مقبوله تضع حد لـ هذا الصديق المتدين و الذي ضج مسامعي بالمواعظ والعبر طوال خط سير الرحله !!

بالنهايه إتفقنا بالإجماع بأن (نطش فيه) ونكمل ما بدأناه من سهر و فرفشه !! حتى رضخ أخيراً للديموقراطيه و للأمر الواقع و إبتعد عنا قليلا خشيتاً من مشاركتنا الذنوب في حفلتنا الغنائيه الساهره و لكن سرعان ما شعر بالملل لكونه ظل وحيداً فعاد و إشترك معنا في جلستنا الغنائيه ولكن بصمت !! مقدماً لنا ظاهره فريده من نوعها ((: وحينها أيقنت أن بعض أفكاري التحرريه التي حاولت غرسها فيه مسبقاً قد بدأت تأتي ثمارها مع صديقي الملتزم دينيا ... (:

بــعــدهـــا
وأثناء عودتنا من صحاري الصمان ,, مررنا على أحد أقاربي بمنطقة الصمان من أجل السلام عليه ( أي هين !) وبسبب ولعي به ! و إشتياقي لرؤيته ! قررت مع الصحبه المباركه بأن نمكث عنده قليلاً و نشاهد قطيع الأبل والنوق الذي يمتلك منها فوق المئتين دابه ! فتخيلت لو أني إستطعت بيع نصفها ! حينها قطعاً سوف أدخل ضمن قائمة أغنى عشرة رجال بالشرق الاوسط ... (:
صراحة ً ,, ماقصرالرجل معانا ,, فقد أكرم وفادتنا (: و بيضها معانا و قام بالواجب على أكمل وجه حتى أنه أجبرنا على مكوث الليل و النوم عنده وبعد أن إستيقضنا باكرا هرعنا هرعاً و إمتطينا سياراتنا مطيا ً متجهين إلى وجهتنا الأخيره في جزيرة العرب ومملكة الرمال قاصدين (حفر الباطن) وفيها يسكن ثلاثه من أعضاء الرحله السعوديين و بعد أن رميناهم في بيوتهم رميا ً (: أكملنا طريقنا  إلى الوطن الأم  وصولاً إلى مسقط رأسي (الجهراء) وما إن وصلنا حتى أعلن رسميا إنتهاء رحلتنا (المكوكيه) التي كانت من أحلى
الرحلات البريه التي قمت بها حتى الآن ...
**
**
**
كانت هذه بعض التفاصيل القليله من رحلتنا البريه في جزيرة العرب والتي لا ولم وليس و لن ننساها بتاتاً البته (: حتى أنني قمت بسردها سرداً وتدوينها تدويناً لكي تستفيد منها الأجيال القادمه واللاحقه و المتعاقبه ... !

(((:
أخيراً و ليس آخرا ً
فأنني أشكر وبإمتنان كبير ,, كل من سأل عني وعن سبب إنقطاعي بالفتره الماضيه
مييرسي لـئـلكوون مييرسي كتييير
(:
*
*
*
تقبلوا مني
كـــــ(الغلا)ـــــل