٢٧ أغسطس ٢٠١٠

نحو مواطن سنشيعي !!



مواطن سني ومواطن شيعي وسنه وشيعه وشيعي وسني !!
لماذا لايكون المواطن ,, سنشيعي !

*
*

إذا كان الوطن واحد , فإن الولاء له والانتماء إليه لابد وان يكون واحد , سواءا كان المواطن من المذهب السني أو المذهب الشيعي فالوطن للجميع ونحن من ننتمي إليه وليس هو من ينتمي إلينا ولذلك إبتكرت مصطلح ( سنشيعي ) الذي ربما يراه البعض مضحك أو أنها تسميه ساذجه إلا ان المقصود منها هو إيصال مفهوم معين وهو أن هذا الوطن للسني وللشيعي وليس لأحدهم أفضليه بالمواطنه على الآخر كما أن كلمة ( سنشيعي ) لم تكن بقصد التهكم على أحد هذه المذاهب ولست هنا في معرض الحديث و الخوض في أصل الخلاف الطائفي المزمن بينهما إلا أن الهدف الاساسي من موضوعي هذا هو تبيان فكرة مفادها أن هناك مايجعل المواطن السني والشيعي ( مواطن سنشيعي ) وهو هذا الوطن الذين يعيشون فيه فمهما إختلفوا في المعتقد الديني فإن مصلحة وطنهم والولاء له هو مايجمعهم ويتفقون عليه مهما اتسعت دائرة الخلاف المذهبي بينهما فإنهاتبقى بحدود الدين فقط ولايجب ان تتعدى ذلك .
 
أيها المسلم ,, إذا كنت في إسلامك سني / شيعي
فلتكن تجاه وطنك مسلم ,, ســـنــشــيــعــــي !!

إن التعصب للمذهب الديني والغلو بالتطرف ضد الآخر المختلف عنه حتما سوف يؤدي الى تراجع وتدهور البلد سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا مسبباً هلاكها وعدم الاستقرارالنفسي للمواطن فيها بسبب الإنشغال بتلك الصراعات الدينيه التي غالبا ماتكون دمويه وتنتهي بالعنف والقتل بين الاطراف المتناحره كما وان إنتشارها في أي بلد يسهّل على أعدائها والمتربصين بها نشر الفتنه فيها والقضاء عليها تماما كما هو الحاصل في العراق الآن من تفجيرات ومذابح سقط ضحيتها آلاف من القتلى والمصابين هم ضحايا الطرفين بسبب ارتفاع وتيرة الصراع المذهبي بين السنه والشيعه وإعتقاد كل منهم أحقية إنتماء وتبعية العراق إليه ..!!
وبناءا على ذلك فإننا يجب أن نعي تماما بأن العراق ليس بعيداً عنا وان كل مايجري هناك من أحداث ومجريات لابد وان يصل صداها إلينا .

وحتى لا أحيد عن موضوعي ( السنشيعي ) فإننا وبالنظرإلى الدستور الكويتي نجده وبكل فخر دستور سنشيعي عام حيث أن مواده كفلت حرية المعتقد والفكر للجميع كما أن القانون الكويتي سنشيعي بحت ! وأحكامه مستمده من الدستور ومكمله له وهي تطبق على الجميع دون إستثناء أي طرف يحمل توجه فكري ومذهب ديني مختلف عن الاخر .

لكن , وبالفتره الماضيه وأثناء إنعقاد أعمال مجلس الأمه , كانت هناك مناوشات وتجاذبات طائفيه تفوح منها رائحة الفتنه بين عدد من أعضاء المجلس وفي أمور هامشيه لايجب أن يتم تناولها والتعاطي معها بتلك الطريقه التي شاهدناها بين الاعضاء وربما لاحظ البعض أنه ما أن انتهت أعمال هذا المجلس وبدأت عطلتهم البرلمانيه حتى عاد الهدوء إلى الساحه المحليه من جديد مما يوضح للكثير من المتابعين والمهتمين ان أكثر من يؤجج الصراعات الدينيه ويظهرها على السطح هم بعض الاعضاء الذين جعلوا من مجلس الامه (نقابه دينيه) تدفاع وتطالب بحقوق كل مذهب ديني على الاخر متناسين في ذلك أن عضو مجلس الأمه يمثل الأمه بأسرها أي انه يمثل جميع المذاهب والعقائد التي تحتويها هذه الأمه من سني وشيعي وغيرها من اطياف المجتمع ولايمكنه إلا أن يكون ( سنشيعي ) كما أن القسم الدستوري الذي أقسموا عليه اعضاء مجلس الامه يتضمن إحترام الدستور وحماية مصالح الوطن والمواطنين والذود عنهم وبالتالي فإن نهج وسياسة العضو البرلماني تحتم عليه ان يكون سنشيعي إحتراماً للقسم الدستوري عالاقل ..!!

إنه فعلا لـ شئ مؤسف أن يستغل بعض أعضاء المجلس عضويتهم تلك في تحقيق مكاسب ومصالح أيدولوجيه مذهبيه خفيه مستغلاً ضعف وركاكة النظام العلماني الديموقراطي المطبق بالدوله ورداءة فهمه عند البعض فتجدهم ما أن تحدث هفوه بسيطه من أي مذهب ديني يسارع الاخر وينبري بالتصدي له مدافعاً عن تلك الأيدلوجيه التي يحاولون إخفاءها ولكنها تأبى إلا أن تنكشف وتبرزللعلن من خلال بعض ردود الافعال التي تصدر منهم !

لابد من إيصال ونشر رساله مهمه مفادها أن السني والشيعي أمام الدوله ( سنشيعي ) ولا أفضليه لطرف منهم على الآخر كما وأن أكثر ما يعزز الوحده الوطنيه هو ذلك النظام الذي يحتوي الجميع دون مفاضله دينيه في اتخاذ وتطبيق القرار مرتكزا في تعامله هذا معهم على عزل تأثير المؤسسه الدينيه عن مراكز إتخاذ القرار في البلد وحصرها إجتماعيا متبعاً منهج علمانية النظام السياسي الذي هو خير من يجيد التعامل مع الأديان والمذاهب المختلفه عن بعضها البعض بل هو أساس إستقرار الدول في العالم الآن .

إن العلمانيه الخالصه لأي نظام سياسي , هي المعني السامي والهدف الأسمى الذي أنشده من كلامي هذا فهي من تكفل للجميع العدل والمساواه الاجتماعيه والدينيه في المعامله كما انها تقلل وبشكل كبير من حدة الخطاب الديني وتحد من تنامي الخلاف المذهبي المتزايد من حولنا وايضا فإنها تعطي للقانون هيبه ومساحه ونفوذ أكبر من دون أن يستثنى أصحاب مذهب معين علي المذاهب الدينيه الاخرى من حيث فرص العمل والكفاءه الوظيفيه والاداريه وهي خير داعم لحرية الفكر والبحث العلمي وتعتبر مشجع معنوي يحث الأفراد على التطوير والابداع دون قيود دينيه تحد من ذلك الإبداع هذا بالاضافه إلى الكثير مما يتأتى من علمنة الدوله من ايجابيات تصبوا في النهايه لصالح الوطن والمواطن كما أنه لايمكن إنكار وجود بعض السلبيات التي تعتري النظام العلماني والتي اجدها تكمن في كيفية فهم وتطبيق هذا النظام وطريقة التعامل معه ورغبة كل طرف بالتحكم والسيطره على الطرف الآخر ولهذا كانت تلك السلبيات إنما لم تكن بسبب المبدأ السياسي العام والنهج الذي تتكون منه العلمانيه ولكم في النظام السياسي الكويتي خير مثال على سلبية فهم النظام عند البعض وإنحراف ممارسته على أرض الواقع !

ختاماً وللعلم فقط , فأنني إختزلت عمداً المجتمع الكويتي على المذهبين السني والشيعي لأنها هي بالغالب مما تتكون منه شرائح وفئات هذا المجتمع وهي المعنيه في مصطلح .. سنشيعي !



**

((:


وعلى هامش الموضوع , فإن أكثر مايحقق لنا تلك الوحده الوطنيه التي ننادي بها من دون معرفة معناها هو من خلال إجتماع كلمات مثل ( سني شيعي حضري بدوي ) ودمجها في قالب واحد يكون المواطن فيه ( سنشيحضدوي ) ..!!

إذاً (: أبسط تعريف للوحده الوطنيه الآن هو ,, أن يكون المواطن سنشيحضدوي ((:

((:

** **