١٦ ديسمبر ٢٠١٠

أنا معارضه..إذاً أنا موجود !!

إستجواب تكتل إلا الدستور..!!
هل يُشكل حقيقة المعارضه أم معارضة الحقيقه..!

لقد أصبحت المعارضه بالكويت , وظيفة من لا وظيفة له !! ونهج لكل ( مفهي! ) وسالفه لكل اللي ما عنده سالفه حتى أن البعض يدعيها لإثبات الوجود ومن أجل البروز وللتغطيه على تدني فهمه السياسي وتعويض ذلك بالنقد فقط !! أياً كان هذا النقد ! المهم نقد الحكومه! وهناك من يدعيها لمجرد عمل إطار إجتماعي سياسي له دون فهم حقيقة ما يحصل فيها من مناوشات وتناحرات تحكمها المصالح الذاتيه الضيقه !! وأيضاً هناك فئة تهدف من معارضتها لعب دور البطوله ( الفتوه ) في تحديه للحكومه وهذا النوع بالذات كان دارجا في فترة الثمانينات وأوائل التسعينيات وتأثر بها البسطاء من الشعب إلى درجة إنتشار ظاهره ظريفه وغريبه في نفس الوقت وهي كتابة جملة (ضد الحكومه) على جدران المدارس و( المحولات ) كتعبير ساذج منهم عن معارضتهم للحكومه وإمتدت هذه الظاهره مع التطور التكنولوجي حتى أصبحت تمارس إلكترونياً الآن !!

والمتابع للساحه التدوينيه المحليه والمنتديات المهتمه بالشأن الكويتي يجد القله القليله فيها هي العاقله والمتزنه في الطرح والموضوعيه وهي التي تنتهج مبدأ الحياد عند التعاطي مع الأحداث المحليه بشتى أنواعها وأشكالها , أما السواد الأعظم منها مع الاسف فهم إما من النوعيه السالفة الذكر أو ممن أعنيهم في هذا البوست وهم ممن إنجذب أصحابها مع موجة المعارضه المنتشره حالياً متخذين في ذلك موقف الضد تجاه الحكومه دون تعقل منهم وبإندفاع ساذج سببته بعض الافكار والمفاهيم المغلوطه المتكونه لديهم والتي روج لها ولا يزال بعض من يُطلق عليهم رموز المعارضه الكويتيه .

إن أكثر مفهوم خاطئ ينتهجه من يسمون أنفسهم بالمعارضه هو الخلط ما بين الحريه والمعارضه وربط كل منها بالأخرى مما ولـّد عند بعضهم قناعه مفادها أن الدفاع عن الحريات يعني المعارضه والمعارضه تعني الدفاع عن الحريات وهذا ما كان يسعى إليه الساسه الرواد من المعارضه لكسب أكبر تأييد شعبي ممكن وبكل الوسائل المتاحه سواءا كانت عن طريق الإنترنت أو الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وبين الأوساط الشعبيه داخل الكويت .

نلاحظ بالفتره الأخيره توسع دائرة هذه الموجه العارمه من المناهضين للحكومه والمنددين لكل تصرف لها بغض النظر منهم عن نوعية هذا التصرف سواءا ايجابي أو سلبي ويتضح ذلك من خلال الأحداث الاخيره الحاصله والتي كانت الحكومه الكويتيه اللاعب الرئيسي فيها من خلال عدة مواقف سياسيه إتخذت فيها من القانون والدستور محرك وسند أساسي إرتكزت عليه في مواجهة مسؤولياتها الملقاة على عاتقها من حفظ الأمن وفرض هيبة النظام والقانون والحرص على تطبيقه وعدم إنتهاكه من قبل بعض ممن يظن أن إنتهاك القانون هو حرية شخصيه أيضاً !!

بعد أن كبرت شوكة المعارضه الصبيانيه وأزدادت غوغائيتها دأبت الحكومه على مواجهتها والصدام معها مهما كلفها ذلك من تأزيم سياسي ومن تعطيل لأجندتها المحليه بسبب المسائلات السياسيه الفارغه التي سوف تأتيها من هذه المعارضه الذي إبتليت بها الكويت .

وبعد أن قامت الحكومه ( قانونياً ) بردع المعارضه ولجم حلفائها المغيبين عن حقيقة ما تجره إليهم أفعالهم الهوجاء هذه وبعد أن أحس رموز المعارضه بإنكسار شوكتهم خصوصا بعد فشل مخططهم باللجوء إلى الشارع لتشكيل عامل ضغط شعبي ضد الحكومه! إتجهوا بعدها لإستغلال أدواتهم الدستوريه وإستخدامها لأهداف ليست دستوريه إطلاقاً وهي تعلم مسبقاً فشل مسائلتها الهشه هذه للحكومه إنما تقوم بذلك بقصد تسجيل موقف سياسي تاريخي تعبر من خلاله لاحقاً عن نفسها أمام أتباعها المخدوعين بها وبشعارتها المزيفه والباطله تجاه الحريات التي هي أول من يعتدي عليها وينتهكها إذا لزمت مصلحتها ذلك !!

الخلاصة , هي ان الحريه لن تنتهك ولن تمس من قبل الحكومه لأنها لا تملك حق المساس بها لا هي ولا حتى مجلس الأمه فكما هو شائع دستوريا (الماده 175) فإنه لا تمس الحريه إلا بالمزيد من الحريه وإن حدث أي تعدي من الحكومه تجاه حرية أي فرد بالمجتمع فإن ملجأه الوحيد ليست المعارضه وشعاراتها الحماسيه الزائفه إنما قضاءنا النزيه هو الملجأ وهو الكفيل بإسترداد الحقوق الدستوريه المسلوبه إلى أصحابها .

فإلى كل من يدافع عن الحريه بإسم المعارضه ..! أسألك ..!؟

إذا كان هناك نص دستوري صريح يؤكد أنه لا تعديل على نص هذه الماده إلا بالمزيد من الحريات !! إذا بماذا ولماذا تتصايحون على الحريات !!؟

إذا كانت المعارضه تعني الدفاع عن حرية المواطن والدستور , فهل هذا يعني أنه يجب على كل الاعضاء أن يصبحوا معارضه ..!!

عندما تعدى البعض وأساء للحكومه والنظام وتعرض إلى شخص الشيخ ناصر وأعضاء حكومته بإسم حرية التعبير , لجأت الحكومه حينها إلى القانون والقضاء لمحاسبة المسيئ إليهم !! وهي بذلك قد مارست حقا دستوريا مكفولاً لها ولأعضاءها أما في ما يختص في أحكام الحبس والسجن فهذا من إختصاص القضاء الذي هو من يحدد مقدار الإساءه ونوعية الحكم المستحق على المتهم , فهل لجوء الحكومه ورئيسها للقضاء يعد مصادرة حرية أم هو ممارسة حق دستوري !!؟

تقولون أن الحكومه تصادر الحريات وتتعدى عليها ..!!
فهل يوجد عندنا شخص واحد عالأقل (سجين) بدون محاكمه !!

بالحقيقه , يطول الحديث عما يحصل من إنحراف سياسي وممارسات ساذجه من قبل البعض وهناك من كفى و وفى بالتطرق إليها وتناولها في مواضيع عده , إنما أردت الإشاره هنا إلى خطأ إختزال الدفاع عن الحريه بالمعارضه وإنتشار ظاهرة التباكي عليها والإنجراف خلف تيار المعارضه الحديثه التي تتشدق بدفاعها عن الحريات وتستنكر حق الحكومه ورئيسها ممارسة حريتهم بالتقاضي ..!!

ختاما ً

العقل.. ..العقل

 
** ** **

يسألني البعض وأنا خارج الكويت عن سبب ما يحصل فيها , فأحتار حينها بكيفية الرد عليه لأن ما يحصل عندنا حقيقة ً لا تفسير أو مسبب منطقي له ..!!

كل ما هو حاصل ,, لا تفسير له ,, سوى أنه ,, عَـبَـثْ

فشلتوووناااا

** **