٠٩ أبريل ٢٠١٠

أدلـجـة الأرض !




 ظهر مصطلح ( الأيدلوجية ) في بدايات القرن التاسع عشر وهو يعني ( علم الأفكار ) أي أنه المعتقد أو الفكر الشخصي الممنهج من قبل مجموعه متجانسه من الاشخاص أو الجماعات أو الدول التي تعمل على منظومة أجنده وأفكار منتظمه تهدف من خلالها إلى تعميم وهيمنة ماتحمله من رؤى وفلسفات فكريه وسياسيه ودينيه وإجتماعيه معينه وإرساء دعائمها على الطرف الآخر الأضعف منها أو الأقل أو المخالف لها فكراً وإعتقاداً ومن ثم حصد ما تنتجه هيمنتها تلك من مكاسب حياتيه مختلفه .
تتمحور الأيدلوجيه العصريه حول ثلاث محاور رئيسيه وهي :
الأيدلوجيه السياسيه
الأديلوجيه الدينيه
الأيدلوجيه العرقيه
هذه الأيدلوجيات المذكوره هي الطاغيه على المشهد العالمي الحالي والتي أعتبرها ( شخصيا ) القوة الحقيقيه المسيطره والمؤثره على مجريات الأحداث العالميه الحاصله في وقتنا الحاضر ويتجلى إعتباري الشخصي هذا من خلال تبني عدد من الدول الكبرى وبعض الأنظمه والجماعات الدينيه الأصوليه المتطرفه إلى أدلجة الأفكار والمعتقدات بالشكل الذي يخدم مصالح ومكاسب كل منها .
هناك عدة أمثله تدعم وجهة نظري عن ( الأيدلوجيه ) بكونها القوه البشريه الحقيقيه في وقتنا الحاضر منها مثلاً :
الأيدلوجيه الأمريكيه السياسيه التي هيمنت من خلالها على الكره الارضيه بل أنها تتحرك وتتعامل مع دول العالم وفق مايخدم أهدافها وأطماعها المؤدلجه ضاربتاً عرض الحائط كل تلك السلبيات والمآسي الإنسانيه والكوارث البيئيه التي سببتها أدلجتها السياسيه تلك .
أيضا , هناك الأيدلوجيه الإسرائيليه الدينيه والصهيونيه وما حققته لها الماسونيه تحديداً من مكاسب ومصالح جعلت منها الراعي الرسمي لكوكب الارض إقتصاديا من خلال إمتلاكها لأكبر المؤسسات التجاريه العالميه إن لم تكن معظمها  كما أن أيدلوجيتها تلك جعلت منها رأس المال العالمي واللاعب الأول في ميدان التطور العسكري والتقدم العلمي !
هناك أيضاً الأيدلوجيه الإيرانيه الدينيه وهي أدلجه ذو أجنده وأهداف عقائديه بحته يسعى المتأدلجين بها وبكافة الوسائل المشروعه وغير المشروعه إلى تحقيق مايطمحون إليه من أحلام إسلاميه وأمجاد فارسيه غابره لكنها إصطدمت بالأيدلوجيه الإسرائيليه المعاكسه تماماً لها حتى بتنا نعيش الآن تبعات هذا الإصطدام الأيدلوجي الخطير!!  
تبقى لدي المثال الأخير , وهو الأيدلوجيه العرقيه التي أراها من خلال المنظمه العالميه لحقوق الإنسان وهي منظمه ذات أسس ومعايير معلنه وشفافه ظاهريا تنادي بها إلى حماية وحفظ الحقوق الإنسانيه في جميع دول العالم , إلا أنها أصبحت لاحقا مؤسسه عالميه مؤدلجه لخدمة المصالح والمكاسب الغربيه تجاه دول العالم الثالث , فقد إستخدم الغرب تهمة إنتهاك حقوق الإنسان كأداة للتلويح بها ضد كل مايتعارض مع أهدافها وفلسفاتها السياسيه والدينيه مع بقية الدول الناميه ومنها الدول الشرق أوسطيه بالذات !!
نلاحظ مما سبق , أن تلك الأيدلوجيات المختلفة الإتجاه والمصدر قد يـُدفع من أجلها المليارات وتــُقدم الأنفس البشريه إضحية ً لأجلها إلى أن أصبحت الأيدلوجيه في وقتنا الراهن هي القوة العظمى الحقيقيه التي من خلالها فقط يتوصل المؤدلجين إلى مايرضي طموح أدلجتهم تلك .
بالمختصر المفيد ..!!
الآن , لم تعد القوة بالمال فقط ولم يعد العلم رمزاً للقوه , إنما القوه بوجود أيدلوجيه تنظم مصدر القوه !
الآن , أصبحت الأيدلوجيه أكثر قوةً من المال والعلم والدين بل وحتى الجعرافيا أيضا !!
وللعلم , هناك قبلي من ذهبت قناعتهم إلى هذا المنحنى والرأي , كما أنه توجد أنواع متعدده من الأيدلوجيات كــ القوميه والليبراليه وأويدلوجية المعايير وغيرها إنما رغبت بذكر أهم الأيدلوجيات التي كانت ولازالت السبب الرئيسي في كل مايجري من أحداث وصراعات سياسيه ودينيه وعرقيه تتم في عصرنا الحالي .
أصبحت الكره الأرضيه الآن .. مؤدلجه !
** **
أخيراً وليس آخراً , فإنني أستغرب من تبعات الأيدلوجيه العربيه الاسلاميه التي لا أرى لها فائده أو أي تأثير يذكر في أي جانب من جوانب الحياه المعاصره بل أن نتائج إيدلوجتهم تلك أتت بنتائج عكسيه وخيمه على دول العالم الإسلامي والعربي بالتحديد وبهذا الأدلجه الفاشله منهم يستمر مسلسل تخلف العرب وفشلهم الذريع في معظم إن لم تكن كل مناحي الحياة المعاصره .
** **
** ** ** **